الاثنين، 15 أكتوبر 2012



من خشع قلبه لذكر الله.. لم يقرب منه الشيطان . 
ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الخشوع

قال الله تعالى:ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق قال ابن مسعود رضي الله عنه :
ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين ،

وقال
ابن عباس :إن الله استبطأ قلوب المؤمنين ، فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن

وقال تعالى :
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون .

والخشوع ...
في أصل اللغة الانخفاض ، والذل ، والسكون ،

قال تعالى :
وخشعت الأصوات للرحمن أي سكنت ، وذلت ، وخضعت ، ومنه وصف الأرض بالخشوع ،
وهو يبسها ، وانخفاضهـا ،
وعدم ارتفاعها بالري والن
بات ، قال تعالى ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها
الماء اهتزت وربت
.

والخشوع :
قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل ، والجمعية عليه


وقيل :
الخشوع الانقياد للحق ، وهذا من موجبات الخشوع .

فمن علاماته أن العبد إذا خولف ورد عليه بالحق استقبل ذلك بالقبول والانقياد .

وقيل :
الخشوع خمود نيران الشهوة ، وسكون دخان الصدور ، وإشراق نور التعظيم في القلب .

ص: 517

وقال الجنيد :الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب .

وأجمع العارفون على أن الخشوع محله القلب ، وثمرته على الجوارح ، وهي تظهره ، ورأى
النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته في الصلاة ،

فـ قال :
لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
التقوى هاهنا وأشار إلى صدره ثلاث مرات
وقال بعض العارفين :
حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن ، ورأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن ،

فقال :
يا فلان ، الخشوع هاهنا ، وأشار إلى صدره ، لا هاهنا ، وأشار إلى منكبيه .

وكان...
بعض الصحابة رضي الله عنهم وهو
حذيفة ،
يقول :
إياكم وخشوع النفاق ،

فـ قيل له :
وما خشوع النفاق ؟

قال :
أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع
، ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا طأطأ رقبته في الصلاة ،

فـ قال :
يا صاحب الرقبة ، ارفع رقبتك ، ليس الخشوع في الرقاب ، إن
ما الخشوع في القلوب ، ورأت عائشة رضي الله عنها شبابا يمشون ويتمارون في مشيتهم ،

فـ قالت لأصحابها :
من هؤلاء ؟

فـ قالوا :نساك ،

فـ قالت :
كان
عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع ، وإذا قال أسمع ، وإذا ضرب أوجع ، وإذا أطعم
أشبع ، وكان هو الناسك حقا
، وقال الفضيل بن عياض :
كان يكره أن يري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه ،
وقال حذيفة رضي الله عنه : أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ورب مصل
لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل
مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعا ،وقال سهل :من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق